مراجعة مكانة المراة في المجتمع المغربي
ضرورة مراجعة مكانة المرأة
برزت المرأة خلال ازمة كورونا بشكل لافت في مواقع قيادية وميدانية جنبا الى جنب مع نظيرها الرجل في الخطوط الأمامية والدفاعية لمواجهة وإدارة هذه الأزمة. ولربما تشكل هذة الكارثة الصحية نقطة انطلاق جديدة وحقيقية للمرأة في بلدنا المغرب على كل المستويات.
فتدبير هذه الازمة، بصيغة المؤنث، أظهر القيمة والمكانة الحقيقية للمرأة كرأسمال بشري وفكري في مواجهة هذا الوباء، بالكثير من العمل والذكاء والتضحية والالتزام الجاد. حيث تابعنا، وتابع معنا العالم كله، صورا نموذجية واستثنائية تظهر الانخراط التام والكفاح البطولي للمرأة المغربية في كل الجبهات: الامن والصحة والتعليم والاعلام والادارة والنظافة…. ، صور لن تمحوها السنوات من ذاكرة المغاربة والإنسانية جمعاء.
مقترحات
من هنا لابد من مراجعة كاملة وشاملة لمكانة ودور المرأة في المجتمع المغربي الذي لا يزال يعامل المرأة بكثير من الاستخفاف والتهميش مرتكزين على خرافات وأفكار لا تستند على عقل ومنطق متبعين في ذلك أشباه العلماء والمفسرين والدجالين…… لقد اغفلنا البحث في التاريخ الإنساني وليس العربي او الإسلامي فقط والذي يحفل بنماذج مشرقة للمرأة الشيء الذي من شانه أن يساهم في اعادة النظر في مكانتها الفكرية والعلمية والاجتماعية والموازنة بين الايمان والعقل. لقد آن الاوان للتخلص من الإيديولوجية الذكورية الفارغة التي اوهمتنا على مدى عقود من الزمن بالقوة العقلية والسمو الفكري للرجل في مواجهة المرأة التي اصبحت مكبلة بالعديد من الاطروحات والترهات والانساق الفكرية المبنية فقط على حب الزعامة والسيطرة على المرأة واذلالها.
ويمكننا أيضا ان نستخلص من درس كورونا اقتراح ادراج برامج لتعزیز الصمود والتضامن والتكافل في زمن الكوارث. ولا يمكن تفعيل ذلك الا بالارتكاز على مقاربات النوع والمساواة في الفرص بین كل افراد المجتمع، بحیث تستفيد النساء مباشرة من برامج التعليم والتوعية والتمكين الاقتصادي الهادفة إلى تعزیز قدرات المجتمع باكمله على مواجهة مثل هذه الكوارث بأدنى كلفة ممكنة بشريا واقتصاديا. فاليوم كورونا وغدا يعلم الله ما يخبئه لنا القدر.
كما يجب إعادة النظر في استحواذ الرجل على جل المناصب العليا في الإدارة المغربية، وتقديم المبررات الواهية مما جعلها تتراجع وتتقهقر الى الوراء بدعوى أن المرأة لايمكنها إدارة الازمات وأنها لاتتحمل المسؤوليات الكبرى وما الى ذلك
هذا، وبالرغم من كل الضغوطات النفسية والاجتماعية والمادية الملقاة على المرأة، تبقى هي البنيان الأساسي للأسرة والداعمة لأفرادها بالرعاية والنصح والتوعية وكيفية التعامل مع هذا الوباء اللعين.
اعتبارا لما سلف، فان ما بعد كورونا لا بد وان يعيد الاعتبار لدور ومكانة المرأة داخل المجتمع المغربي وسيكون لزاما على الدولة العمل على تمكينها اقتصادياً وقانونيا واجتماعياً للمزيد من الإنتاج الفكري والمادي والتميز والابداع.
شقروني نزيهة